السبت 20 ربيع الثاني 1429هـ - 26 أبريل 2008م
مقتل 35 في اشتباكات في مدينة الصدر
الجيش العراقي "يسيطر" على آخر معاقل جيش المهدي في البصرة
عناصر من الجيش العراقي في مدينة البصرة (أرشيف)
البصرة، بغداد - وكالات
فرضت السلطات العراقية سيطرتها على آخر معاقل جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر في البصرة جنوب العراق, فيما قتل ثمانية أشخاص وجرح 27 آخرون, بينهم نساء وأطفال, جراء الاشتباكات الدائرة في مدينة الصدر شرق بغداد.
وقال الجيش الأمريكي 26-4-2008 في بيان إن قوات الجيش العراقي فرضت سيطرتها على آخر معاقل جيش المهدي في البصرة ضمن عملية "صولة الفرسان". وأوضح أن "القوات العراقية بدأت المرحلة الأخيرة من عملية "صولة الفرسان" الجمعة في حي حطين شمال مدينة البصرة معقل جيش المهدي. وأكد أن العملية شملت تفتيش ومداهمة المنازل بحثا عن سلاح.
وقال الجيش في بيانه إن "منطقة حطين هي جزء من حي الخمسة ميل في البصرة، ويعتبر أحد معاقل العناصر المجرمة في ميليشيات جيش المهدي". وأضاف البيان "عندما دخل الجنود إلى المنطقة, رحب بهم السكان بحرارة وتعاونوا معهم".
ونقل البيان عن الكابتن دانيل لامرس في الجيش الأمريكي قوله إن "النجاح الذي حققه الجيش العراقي في منطقة القبلة والحيانية وسط البصرة أعطى صورة للناس بأن الجيش هنا لمساعدتهم من خلال تخليصهم من المجرمين والخارجين عن القانون".
وأشار البيان إلى أن "العملية في منطقة حطين أسفرت عن العثور على مخابئ كبيرة للأسلحة, بينها قاذفات مضادة للدروع (آر بي جي) وصواريخ وهاونات، كما اعتقل عدد من المشتبه بهم بتنفيذ أعمال إجرامية".
ونفذت القوات العراقية منذ 25 من الشهر الماضي عملية عسكرية في البصرة, واجهت في بدء الأمر مقاومة عنيفة من قبل جيش المهدي. وأسفرت المواجهات في الأيام الأولى عن مقتل 700 شخص على الأقل, بحسب إحصائية للأمم المتحدة. وامتدت الاشتباكات لتشمل عددا من المدن بينها بغداد التي لا تزال الاشتباكات مستمرة فيها حتى الآن.
إلى ذلك, أعلنت مصادر أمنية وأخرى طبية عراقية مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفل وامرأة وجرح 27 آخرين بينهم نساء وأطفال, جراء اشتباكات وقعت في الساعات الماضية في مدينة الصدر بين القوات الأمريكية وجيش المهدي.
وقال مصدر عسكري عراقي إن "ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 27 آخرون بجروح جراء اشتباكات وقصف جوي أمريكي وقع في مدينة الصدر منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم السبت".
بدورها, أوضحت مصادر طبية أن "المستشفيات في مدينة الصدر تسلمت بين الساعة 00:20 بالتوقيت المحلي (17:00 ت غ) من مساء أمس حتى صباح اليوم (السبت) ثمانية قتلى بينهم طفلان وامرأة و27 جريحا".
وأفاد شهود عيان من سكان المدينة بأن الاشتباكات اندلعت عندما حاول الجيش الأمريكي بناء حواجز إسمنتية جديدة في وسط المدينة. وأشاروا إلى أن جيش المهدي هاجم الجنود الأمريكيين, موضحين أن مواجهات متقطعة وقعت حتى منتصف الليل.
وكان رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر دعا الجمعة أنصاره وقوات الأمن العراقية إلى التهدئة و"وقف إراقة الدم" (العراقي)، بعد أسبوع من تهديده بإعلان "حرب مفتوحة" في حال استمرار القوات الأمريكية والعراقية بمواصلة استهداف أتباعه.
وجاء في بيان للصدر تلاه خطباء الجمعة في مدينة الصدر (شرق بغداد) "أدعو إخوتي في الشرطة والجيش العراقي وجيش المهدي إلى وقف إراقة الدم" العراقي. وأضاف "لنكن يدا واحدة لتحقيق العدالة والأمن والخير ودعم المقاومة بجميع أنواعها ليعيش العراق بأمن أرضا وشعبا وجيرانا". وأوضح الصدر في البيان "نحن إذ هددنا بحرب مفتوحة حتى التحرير, إنما قصدنا حربا ضد المحتل".
وقتل نحو 391 شخصا وأصيب مئات آخرون بينهم نساء وأطفال جراء الاشتباكات التي تقع في مدينة الصدر منذ 25 آذار/مارس الماضي استنادا لمصادر أمريكية وعراقية.