مبارك: العلاقات العربية ـ العربية
تحتاج إلي جهود مضاعفة لتحسينها
كنا نأمل في أن تتوافر عناصر النجاح لقمة دمشق قبل انعقادها
الرئيس في كلمته إلي القمة العربية بدمشق:
روح أنابوليس تتراجع.. والقضية الفلسطينية تمر بمنعطف خطير
دمشق ـ من بعثة الأهرام:
مقعد لبنان خال فى افتتاح القمة العربية لاول مرة
أكد الرئيس حسني مبارك أن الأمل كان يحدونا في أن يسبق انعقاد القمة العربية بدمشق توافر العناصر التي تكفل خروجنا منها بنتائج إيجابية توفر لها النجاح, الذي تتطلع إليه شعوبنا.
وقال: إن العلاقات العربية ـ العربية تحتاج إلي جهود مضاعفة لتحسينها وإعادة الحيوية إليها, وإن رئاسة القمة مدعوة إلي تصدر الجهود في هذا المجال, ومحاصرة الخلافات والخصومات, وإعلاء المصالح العربية العليا دون أي اعتبار, وقال: إننا كنا نأمل في تسوية طال انتظارها للأزمة السياسية التي تهدد أمن واستقرار لبنان الشقيق, وتهدد حقه السيادي في ممارسة خياراته السياسية كدولة حرة مستقلة.
وشدد الرئيس مبارك ـ في الكلمة التي وجهها إلي مؤتمر قمة دمشق, وألقاها نيابة عنه الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والبرلمانية رئيس وفد مصر إلي القمة التي افتتحت أمس ـ علي أن تسوية الأزمة اللبنانية تتطلب التنفيذ الكامل للمبادرة العربية التي شاركت مصر في إطلاقها, والتي تتمثل في إنجاز الفرقاء اللبنانيين ما اتفقوا عليه من قبل بانتخاب مرشحهم التوافقي لرئاسة الجمهورية دون مزيد من الإبطاء, ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية, واعتماد قانون انتخابي جديد يصون المعادلة اللبنانية الدقيقة.
وقال الرئيس مبارك: إن القضية الفلسطينية تمر بمنعطف جديد وخطير, فالآمال التي ظهرت في اجتماع أنابوليس آخذة في التراجع.
وأضاف أن إسرائيل يجب أن تدرك أن المدخل الحقيقي والوحيد إلي وضع طبيعي لها في قلب الشرق الأوسط هو التسوية العادلة للقضية الفلسطينية, وإقامة الدولة الفلسطينية.
ودعا الرئيس أبناء الشعب الفلسطيني إلي توحيد مواقفهم وصفوفهم, وأن يسموا فوق الخلافات فيما بينهم.
وحول العراق, أكد الرئيس مبارك أن مصر تتطلع إلي عراق موحد ومستقر وآمن ينعم أبناؤه جميعا بثرواته وموارده, ويشاركون في تنميته وصون استقلاله وسلامه الاجتماعي, وأشار إلي أن مصر علي أتم الاستعداد لدعم الشعب العراقي. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد افتتح صباح أمس أعمال القمة العربية في دمشق, وشهد الجلسة الافتتاحية أحد عشر من القادة العرب من أصل22 دولة عربية عضوا في الجامعة العربية. وأعلن الرئيس الأسد ـ في كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة التي سادتها لهجة معتدلة حسب المراقبين ـ عن استعداد بلاده للتعاون لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان, شريطة أن ترتكز أي مبادرة علي أساس الوفاق الوطني اللبناني, فهو الذي يشكل أساس الاستقرار في لبنان. وأضاف الأسد أن مفتاح الحل بيد اللبنانيين أنفسهم, فلهم وطنهم ومؤسساتهم ودستورهم, ويمتلكون الوعي اللازم للقيام بذلك, وأي دور آخر هو دور مساعد لهم, وليس بديلا عنهم.
وأكد الرئيس السوري أن السلام لن يتحقق إلا بعودة الجولان كاملا حتي خط الرابع من يونيو عام1967.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية, أكد السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن المبادرة العربية سوف تتواصل لحل الأزمة السياسية في لبنان. وكشف موسي عن تحرك خلال الأسابيع المقبلة لوضع المبادرة موضع التنفيذ الكامل. وبشأن الخلافات العربية, قال موسي: إن هذه القمة تنعقد والغيوم تملأ الجو العربي الذي أصبحت قتامته مضرب الأمثال.
وبعد الجلسة الافتتاحية, عقدت القمة جلسة العمل الأولي التي شهدت كلمات ألقاها بعض الرؤساء.
واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن في كلمته في جلسة العمل, إسرائيل بتمزيق وحدة الأراضي الفلسطينية, وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة لمنع قيام دولة فلسطينية.
وبعد ذلك بدأت جلسة عمل مغلقة اقتصرت علي القادة ورؤساء الوفود.
وكان عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية الليبي قد زعم أن بعض الدول التي خفضت تمثيلها في القمة رضخت لما أسماه بالضغوط الأمريكية