حدث ما حذرت منه منذ أيام قليلة، وانقلبت الأمور رأسا علي عقب وشاهدنا الأهلي فريقا لا نعرفه ولم يسافر من الأساس الي اليابان، وتاه نجومه بين التروس والماكينات المكسيكية المصنعة في العاصمة طوكيو لتدق من جديد أجراس الخطر، وليستفيق الجميع علي هزيمة قاسية لنادي القرن الإفريقي وبطل إفريقيا وصاحب السمعة العالمية.
نعم لم يسافر الأهلي لليابان، فما شاهدناه من أداء هزيل للفريق امام باتشوكا المكسيكي لا يمت بأي صلة للفريق الأحمر المرعب الذي كانت تعمل له كل الفرق ألف حساب في جميع المحافل، ويهرب من مواجهته معظم المتأهلين إلي أي دور في أي بطولة يشارك بها.
فعل باتشوكا ما توقعناه، وقلب الطاولة علي رأس مانويل جوزيه الذي مازال مصرا علي التمسك بالحرس القديم الذي في رأيي المتواضع لن يعطي أكثر مما أعطي، فهذه غريزة يولد بها الإنسان عندما يعطي ويفعل كل شيء، لا يجد في عقله ما يبتكره، فإذا كانت الأمور هكذا فلماذا لم يخترع اي من المخترعين العظماء العديد من المواد التي تتعامل معها البشرية حتى الآن؟..
الأهلي يعاني، ونقولها صريحة نعم يعاني لأننا لم نعتاد علي أصحاب القافلة الحمراء علي مثل هذا الانحدار الغريب في فترة زمنية ليست بالطويلة ليراها ويشعر بها الكثيرون، فما حدث في لقاء باتشوكا بمونديال الأندية يعبر بشكل صريح وواضح علي القصور الرهيب في الأداء الجماعي والفكري والخططي للفريق.
ما حدث أمام باتشوكا كان قنبلة انفجرت لتوقظ الجميع علي فاجعة لم نرها من قبل، وهناك سؤال يطرح نفسه بشدة قد تكون الإجابة عنه لها معاني تقول ان الأهلي في هبوط مستمر، فما معني الظاهرة الغريبة التي انتابت معظم مباريات الأهلي في الفترة الأخيرة وهي التقدم بهدف او هدفين او أكثر ثم تبدأ شباك الفريق في تلقي الأهداف الواحد تلو الآخر؟
حدث هذا في عدة مباريات أبرزها مباراة المصرية للاتصالات في الدوري المحلي وفاز فيها الأهلي بشق الأنفس في الدقيقة الأخيرة بعد أن كان متقدما، ثم مباراة انبي وكان وقتها الأهلي متقدما أيضا بثلاثة أهداف لهدف وانتهت المباراة بالتعادل، وأخيرا مباراة باتشوكا في مونديال الأندية التي انتهي شوطها الأول بتقدم الأحمر بهدفين مقابل لاشيء.
يجب أن نعترف أن هناك خللا، والخلل هنا جماعي بداية من الإدارة إلي الجهاز الفني ونهاية باللاعبين، وأضم إليهم الإعلام الذي عمل طوال الفترة الماضية علي تعبئة الفريق ولم يكن واقعيا بالمرة، فالأهلي سيخوض مبارياته ضد أبطال قارات وليس في بطولة محلية، وهذا هو نفس ما حدث أيضا في أول بطولة شارك الأهلي فيها وعاد بخفي حنين.
نعم الجميع اخطأ، قد تكون الحقيقة قاسية ولكن يجب في ذات الوقت ان يكون الواقع هو من يتكلم، وحينما قلنا ان النتائج دائما ما تغطي علي السلبيات والأخطاء الداخلية لم نكن مخطئين، فاليوم خسر الأهلي من باتشوكا خسارة اعتبرها مستحقة وقاسية.
وسؤال أخير موجه إلي مستر جوزيه، متي ستعطي الفرصة للاعبين البدلاء الذي يري الجميع إنهم أكفأ من بعض الموجودين حاليا إلا أنت..؟!! نحن لا نقلل من اللاعبين الكبار ولكن ليس عيبا أن يقل مستوي لاعب وهذا وارد فأقوم بتغييره أو إراحته، ونصيحة متواضعة، راجع حساباتك يا مستر جوزيه.